تاني يوم الصبح كالعاده صحيت ملقتش حد
قامت فطرت وقعدت رتبت شنطة سفرها ولقت
موبايلها بيرن
بصت عليه لقتها منار ردت عليها واتفقو ان
منار هتخلص السكشن
ويتقابلو عشان يتغدو سوا
قامت دينا لبست وجهزت واتصلت بباباها استأذنت
منو انها تنزل تتغدى مع منار
وهوا معترضش
خلصت ونزلت خدت تاكسي وراحت عالمطعم وكلمت
منار قالتلها انها وصلت
منار ردت عليها وقالتلها انها خلصت السكشن
وجيالها
فضلت دينا قاعده مستنيه منار
وجوا في بالها اسئله ياما وحيره
حاسه بتوهه كبيره ومهياش فاهمه حاجه
رجعت تاني تفكر مين احمد دا وعارفها ولا لاء
ولو عارفها عارف اللي حصلها؟ ولو مش عارف لما
يعرف هيوافق عليها؟
بأت حاسه انها بتدور في وشوش الناس عالاجابه
مش لاقيه لاسئلتها جواب
خايفه ومتدايقه ومحتاره
متداريه جوا حيرتها وقافله الباب على نفسها
مش عارفه لو احمد دا وافق على ظروفها هتقدر
تفتحلو الباب اللي قافلاه دا .. ولا لاء
طب وهيا .. ؟ هيا فين رأيها !
ماهي حتى متعرفهوش .. لا شافتو ولا سمعت عنو
الا كلام منار وحازم اللي هما اصلا ميعرفهوش
ولو وافق على ظروفها .. مستحيل هترفضو
دا حتى يتقال عليها مجنونه وبتتبطر عالنعمه
هوا حد في ظروفها لاقي واحد يرضى بيه وهوا
ميوافقش عليه !
طب افرض رضي بيها وبظروفها لكن معجبهاش !؟
حست بصداع جامد اوي من كتر التفكير
عمرها ما كانت تتخيل نفسها في موقف زي دا
صعب اوي ... وكأنها في كابوس ومش راضي يخلص !
فات الوقت بطيء جدا عليها لحد ما قطع صوت
افكارها صوت منار وهيا بتسلم عليها
" دندووووون وحشتني يا جميل "
" منار حبيبتي ازيك "
" ايه دا مالك كأني سرقتك من تفكيرك
"
" يعني .. ! "
" اوووه دا شكلو موضوع كبير اوي .. طب
نطلب اكل ونتكلم براحتنا .. ولا طلبتي ؟ "
" لاء استنيتك تيجي "
" طيب تمام .. "
وشافو الاكل اللي هيكلوه وطلبو الاوردر
واستنوه يجهز
وسط ما هما مستنين فتحو الموضوع بتاع احمد
اللي متقدم لدينا
وكان رأي منار من رأي دينا
وبدل ما منار تقلل من حيرة دينا زودتها
بتأكيدها عليها
" بصي يا دينا .. اللي ربنا عايزو هيكون
... كدا كدا عمو هيتكلم معاه ويشوفو ايه الدنيا وبعد ما تيجي بالسلامه من سفرك
ابأي شوفي الموضوع دا .. متديش الموضوع اكبر
من حجمه وعيشي وقتك براحتك كأنه محصلش اصلا "
" معاكي حق .. بس مش عارفه ليه قلقانه
"
" ولا تقلقي ولا تشغلي بالك اصلا ..
وصحيح نسيتيني يا بنتي "
وطلعت علبه من شنطتها وادتها لدينا
" كل سنه واحلى صاحبه في الدنيا طيبه
"
دينا بصت لمنار وابتسمت وفرحت اوي ان منار
منسيتش .. كعادتها عمرها ما نسيت عيد ميلاد دينا
وعمرها ما قصرت معاها في اي حاجه . .
ونسيت اصلا اللي كان مدايقها
" وانتي طيبه يا منوره ربنا ما يحرمني
منك ابدا "
" يلا افتحيها "
دينا مسكت العلبه وفتحتها لقت سلسله فضه
ونازل منها حرف الـ D
" الله يا منار
جمييييييييييييييله اوي "
" الحمدلله انها عجبتك "
" جدا والله يا منوره هاتي بوسه بأه
"
وباستها على خدها وحضنتها
حست بجد اد ايه هيا بتحبها ومتقدرش تستغنى
عنها كل يوم اكتر من اليوم اللي قبلو
جه الاكل واتغدو سوا والسواق بتاع منار جه
خدهم وصل دينا بيتها
وبعد كدا وصل منار ..
طلعت دينا البيت وهيا متدايقه انها مش هتشوف
منار اسبوعين
وفي نفس الوقت كانت مشتاقه جدا للسفريه دي
واحساسها انها محتجاها كان اكبر من اي حاجه
فتحت الباب ولقت باباها ومامتها قاعدين في
الصاله لسه بيتغدو هما ومروه ومروان
راحت باست كل واحد فيهم على خدو وقعدت معاهم
الام " اغرفلك ياحبيبتي "
دينا " لا يا ماما شبعت الحمدلله "
الاب " الف هنا يابنتي "
مروه " حضرتي شنطتك يا دينا "
دينا " اه يا قمر وانتو ؟ "
مروان " لاء لسه "
مروه " عايزاكي تعمليهالي معايا بأه
"
مروان " وانا يا دينا "
دينا " ههههه حاضر من عنيا خلصو اكل
وندخل نعمل الشنط سوا "
الاب " اوعي تنسي حاجه محتجاها يا دينا
"
دينا " متقلقش يا بابا كلو تمام "
وقامت دخلت اوضتها غيرت هدومها ورمت جسمها
على السرير بعفويه
ولقت موبايلها بيرن
بصت لقته حازم
" الو "
" ازيك يا بنوته ياللي مش بتسألي "
" الحمدلله انتا عامل ايه "
" ايه وش الخشب دا "
" عادي بأه "
" امممم .. ماشي ياستي .. جهزتي شنطتك؟
"
" اه وانتا ؟ "
" لسه .. متيجي تعمليها معايا "
" هوا ليه كلكو عايزني اعملكو شنطكو
خلفتكو ونسيتكو مثلا "
" ههههه ربنا يسامحك انا غلطان اصلا طز
فيكي "
" وفيك يا زفت انتا "
" ماشي ياستي .. بقولك ايه عمي مقالش اي
حاجه عند احمد "
" احمد مين "
" الحسيني يادينا "
" لاء والله مقلش حاجه انا لسه جايه من
برا كنت بتغدى مع منار ليه في حاجه "
" لا ابدا بطمن عادي "
" امممم عموما هبأه اقولك لو حصل جديد
"
" ماشي اشوفك بليل بأه "
وقفلو مع بعض
حطت موبايلها جنبها وهيا حاسه بالذنب انها
بتعاملو بجفا اوي كدا
دي عمرها ما كانت بتعاملو غير بالهزار والضحك
والوحيد اللي كانت تحكيلو كل حاجه
وتلجألو هوا ومنار في اي حاجه محتاجاها او
مدايقاها !
دلوقتي بأت حاسه انه غريب عليها .. او هيا
بتحاول تبعدو عنها باحساسها عشان تبدأ تتعود
حاسه انها كدا احسن ولو انها بردو عارفه انها
بتضحك على نفسها ..
بس هتعمل ايه بأه
شويه والباب خبط وباباها دخل وقفل وراه الباب
استغربت دينا لكن ابتسمتلو وجه قعد على كرسي
قصاد سريرها
وبصلها وشرب كوباية الشاي
" دينا "
" نعم يا بابا "
" مش عايزك تشغلي بالك من اي حاجه ..
انسي كل حاجه لحد ما نيجي من باريس "
" هوا في حاجه جديده ولا ايه "
" ابدا مفيش انا قلتلو اننا مسافرين
وراجعين كمان اسبوعين وهوا قاللي هستنى اقابلها بعد ما ترجعو "
" وقولتلو ؟ "
" قلتلو ان في ظروف وهوا معترضش وقاللي
كلنا عندنا حاجات كتير في حياتنا واللي ربنا عايزو هيكون "
" هوا شكلو عامل ازاي يا بابا "
" متقلقيش امور "
" هههههههه لاء مقصدش "
" ماااااا علينا يا دييييينا .. المهم
انسي ومتفكريش وزي ماهو قال فعلا اللي ربنا عايزو هيكون "
" ونعم بالله .. حاضر "
" عايزك تفرحي على اد ما تقدري السفريه
دي هديتي ليكي في عيد ميلادك .. مش عايز اي حاجه تنكد عليكي
عايزك تستمتعي بكل ثانيه في الاسبوعين
الجايين "
" ربنا ما يحرمني منك يا اغلى الناس
"
" يخليكي ليا يابنتي يارب .. هقوم انام
شويه بأه عشان اصحى فايق بليل "
" ماشي يا بابا تصبح على الف خير "
" وانتي من اهلو ياقمري .. كل سنه وانتي
طيبه ياحبيبت بابا "
" وانتا طيب يا بابا "
وباسها على راسها وطلع من الاوضه
حست انها طايره في السما من كلام باباها
حست انها فعلا مبسوطه .. وانها اكتر انسانه
في الدنيا دي محظوظه ان عندها اب زي دا
ورسمت على شفايفها ابتسامت رضا كبيره
ليها معنى الراحه بكل ما تحمله الكلمه من
معنى
قامت راحت اوضة مروه ومروان وقعدو يرتبو
الشنط بتاعتهم وخلصو وقعدو يلعبو بلاي ستيشن
فات الوقت وكلو هزار وضحك بينهم هما التلاته
لحد الساعه 10 كدا مامتهم راحت قالتلهم يبدأو
يلبسو
طلعت دينا من الاوضه وهيا مش مصدقه ان الوقت
فات بسرعه اوي كدا
وانها محستش بيه
ودعت ربنا يخليلها باباها اللي بسببو فرحتها
بتزيد كل يوم عن يوم
وبتنسى بيه همومها . .
خلصو لبس وحازم وباباه وصلو وطلعو كلهم سوا
عالمطار
خلصو كل الاجراءات ودخلو الطياره
وبدأت الطياره تتحرك لحد ما اتعلقت في السما
فوق .. ماشيه وسط السحاب
في طريقها لباريس
وكل اللي دينا حاسه بيه .. راحه ما بعدها
وابتسامتها على شفايفها تفسر كل حاجه حلوه
حاسه بيها
وخصوصا ان معاها اغلى ناس في حياتها
او تقريبا كل حاجه في حياتها .. هما !