" صباح الخير يا
دندونه عامله ايه انهردا "
دينا بصتلها من غير اي رد فعل ..
" اه صحيح نسيت منتي مش هتردي عليا زي عادتك ..
ممممم طب فكرك نعمل ايه بأه عشان نخليكي تردي علينا
مممممم .. مش عارفه مش عارفه .. ااه جتلي فكره .. تيجي
معايا؟ "
دينا بصتلها بتكشيره وحست انها مش عايزه انهردا تروح في
مكان
ومياده فهمت دا من تكشيرتها
كالعاده .. هي دي الانتروفيرجن
وايه الجديد بأه !
فكرت مياده مع نفسها شويه ..
اذا كان اللي ناويه عليه ممكن يسعد دينا ولا هينكسها
اكتر
وبعد تفكير 5 دقايق تقريبا .. مع متابعة دينا لمياده ...
قررت مياده انها تمشي في اللي كانت ناويه عليه من امبارح
" خلاص يا دندونه انا عارفه انك مش عايزه تخرجي
انهردا .. بس انا عندي ليكي مفاجأه "
وطلعت برا الغرفه بتاعت دينا
ودينا محستش بأي اهتمام ولا حست انها عايزه تعرف ايه هيا
مفاجأة مياده ليها
شويه ودخلت مياده وبصت لدينا وابتسمت
وكالعاده دينا مدتش اي اهتمام لمياده
" بصي جبتلك معايا ايه "
ودخلت وراها بنت باين عليها صغيره
لكن دينا متعرفهاش
مياده قالت كلمتين في ودن البنت دي .. دينا مسمعتهمش
وبعدين بصت لدينا وابتسمت
دينا كانت محتاره ..
عايزه تقول لمياده اخرجي انتي واي حد معاكي مش عايزه
اشوف حد ولا اكلم حد
وفي نفس الوقت عايزه تفهم ايه المفاجأه في بنت متعرفهاش
دخلت مياده والبنت اللي معاها وقعدو قصاد دينا
ودينا باصه الناحيه التانيه مش عايزه تبصلهم
لكن مياده لسه موصلتش لمرحلة اليأس من دينا
لانها خلاص اتعودت على الانتروفيرجن
واعراض الحالات اللي زي دينا دي ..
وبصت للبنت اللي قاعده جنبها
" دي بأه ياستي دينا اللي قلتلك عليها "
البنت بصت لدينا وابتسمت ورجعت بصت لمياده
" دينا .. "
دينا بصت لمياده من غير كلام لكن بتكشيره كبيره اوي
حست باحساس كبير انها عامله زي لوحه مرسومه في معرض
ومياده جايبه ناس يتفرجو عليها
" طيب ليه مكشره اوي كدا يا دندونه .. عموما هيا دي
المفاجأه اللي قلتلك عليها
دي يا دينا بنوته تقريبا في نفس سنك .. 20 سنه .. بينكو
يادوب كام شهر مش اكتر
اسمها سحر .. "
وبصت لسحر وابتسمت ورجعت بصت لدينا تاني
" سحر يا دينا اتعرضت لنفس اللي انتي اتعرضتيله
بالظبط
وجت هنا قبلك بحوالي سنه .. وانهردا الحمدلله خارجه من
المصحه
انا بردو كنت المشرفه على حالتها زيك بالظبط يا دينا
الفرق اللي بينك وبين سحر ان سحر ظروف حياتها صعبه جدا
..
ومع ذلك كانت قادره تمشي معانا في العلاج واستجابتها ليه
كانت عاليه الى حد كبير جدا
رغم انها في البدايه كانت زيك بالظبط .. مبتتكلمش
ومكنتش عايزه لا تشوف ولا تكلم حد
ودا طبيعي جدا لكل اللي بيكون جوا المصحه هنا "
وبصت تاني لسحر
" سحر "
" نعم يا دكتور "
" عايزاكي تتكلمي مع دينا وتقوليلها اد ايه انتي
مرتاحه دلوقتي "
سحر ابتسمت وبصت لدينا لقت دموعها على خدها
مياده بصت لدينا وشافت دموعها وحست انها فعلا انجزت
لان دموعها دي على اد مهيا صعبان عليها نفسها
على اد ما ارتاحت انها شافت حد زيها تماما ..
قامت قربت لدينا ومسحت على شعرها ومسحت دموعها وبصتلها
" متخافيش يا دينا انتي مش لوحدك .. "
" زي ما دكتور مياده قالتلك يادينا انتي مش لوحدك
..
صدقيني يوم عن يوم لما تحسي انك قاعده هنا ومش عايزه غير
وحدتك وبس
هتتخنقي وهتحسي انك نفسك تشوفي الدنيا من حواليكي تاني
لما تشوفي حالات هنا في المصحه نفسها اللي انتي فيها
معاكي
بجد حالتهم صعبه جدا .. هتحمدي ربنا الف مره ..
المصحه هنا بتعالج حالات اوحش مننا بكتير
ناس اتعرضو لصدمات انتي عمرك ما هتتخيليها ابدا مهما راح
خيالك لبعيد
لو فاكره ان اللي احنا شفناه في حياتنا سواء انا ولا
انتي .. حاجه صعبه
فـ خلي دكتور مياده توريكي اللي مستحيل على بشر يتحملو
.. هنا معاكي في المصحه "
" دينا حبيبتي انا عايزه مصلحتك .. انا جبتلك سحر
انهردا عشان اوريكي انك مش لوحدك اللي جرالك كدا
عايزاكي تبأي اقوى من كدا بكتير .. جبتلك سحر انهردا
عشان تشوفي انها كانت زيك بالظبط
والله ما كنت بسمعلها صوت الا يوم ما تتألم من حقنه
بتاخدها .. او بتصرخ لما بتفتكر حاجه
وشوفي دلوقتي اديها طالعه من المصحه وابتسامتها على وشها
ازاي
انا بجد مستنياكي توصلي للحاله دي .. وعندي امل كبير اوي
بعد ما شفت الانجاز اللي شايفاه في عيون سحر دلوقتي "
دينا بصت لمياده .. وبعدين بصت في عيون سحر لقت فعلا
عيونها بتقول انا مرتاحه
استغربت اوي ازاي واحده حصل فيها كدا وتبأه مرتاحه
بالشكل دا
وقطع تفكير دينا صوت مياده
" يلا بينا ياسحر ..؟ "
قامت سحر وبصت لدينا وابتسمت
" تقومي بالسلامه ان شاء الله يادينا "
دينا بصت لسحر وسحر هيا ومياده طلعو من الغرفه ..
غمضت دينا عنيها وفضلت تفكر
ازاي واحده يحصل فيها اللي حصل فيا دا ..
ورجعت بتفكيرها تاني لورا ..
ليوم الحادثه !
افتكرت اللي حصل من تاني
خرجت من يومها عادي زي كل يوم
رايحه لجامعتها عادي
خلصت محاضرات وسكاشن وكالعاده طلعت متأخر من الجامعه
بحكم السكاشن اللي بتتأخر وبتخلص بليل
يومها طلعت من الجامعه الساعه 8 بليل
كانت هلكانه وجسمها متكسر
وقفت برا الجامعه استنت اي تاكسي عشان مكنتش قادره تمشي
جه تاكسي راجل عادي .. ركبت فيه ومدققتش في السواق
قالتله على مكان البيت وطلع بيها
وبحكم الدنيا ما كانت ليل وهيا كانت مرهقه .. مخدتش
بالها من الشوارع اللي كان بيدخلها
وكل ما كانت تسألو رايح فين يقول دا طريق مختصر
وفجأه وقف .. ونزل من التاكسي
بص على عجلة التاكسي اللي من قدام
نزلت الازاز وسألتو في ايه
قالها تنزل عشان العجله نامت وهيغيرها
فتحت الباب ولسه هتنزل ...
مجرد ما افتكرت اللحظه دي غمضت عينها اكتر اوي
وكأنها بتتفرج على فيلم وجت لحظه فيها اكشن ودم وهيا
خافت فـ غمضت عنيها
مكنتش قادره تنسى اي لحظه وهيا بتبعدو عنها
وبتصرخ صرخه تدوي في المكان
ولا من سامع ولا من حد يجاوبها
حاولت تعمل اي حاجه تبعدو .. وكل اللي كانت فاكراه انها
كانت منهاره عياط وصراخ
اعتدى عليها ورماها في الشارع وجري بالتاكسي بتاعو
بصت حواليها وهيا بتصرخ جامد اوي
مش لاقيه حد .. مش عارفه تعمل ايه
فضلت تعيط .. حاولت تقوم مقدرتش
حست جسمها كلو بيترعش
حضنت جسمها وفضلت تعيط اكتر
وتصصصرخ اكتتتتتر
الدنيا ضلمه ومفيش حد ..
حاولت على اد ما تقدر تقوم
قامت ورجعت وقعت عالارض تاني
فضلت تصرخ كمان
وتحاول تقوم
لكن رجلها مكنتش سايعاها
لحد ما قامت وفضلت تجري
وهيا مش عارفه لا هيا فين ..
ولا رايحه فين ..
ولا ايه اللي حصلها
لحد ما طلعت من الشارع اللي كانت فيه بصت حواليها
لقت نور ودنيا وناس
وهنا .. اغم عليها !
بعد اللحظه دي فتحت عينها على صوت الباب وهوا بيخبط
ودخلت ممرضه وبصت لدينا
" دينا .. ماما جت تسلم عليكي "
دخلت مامت دينا عليها لقتها صاحيه
مجرد ما دينا شافت مامتها دموعها نزلت على خدها .. لا
اراديا
طلعت الممرضه وقفلت الباب ومامت دينا دخلت
اول لما شافت دموع دينا جريت عليها وحضنتها
" حبيبت ماما بتعيطي ليه .. وحشتيني ياحبيبتي والله
امبارح جتلك بس انتي كنتي نايمه .. وقعدت اتكلمت شويه مع
دكتور مياده
وقالتلي ان المرحله دي لازم انتي متشوفيش حد تعرفيه عشان
تعرفي تخفي
بس والله ما قدرت مجيش .. مقدرش مشوفش الورده بتاعتي كل
يوم
وحشتيني يادينا اوي "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق