وصل البيت وطلع فتح الباب . .
لقاها قاعده مستنياه
كل يوم عن يوم بتحلى في عينو اكتر
" ميـــــــــــمي "
الاسم دا بالنسبالو .. يعني كل الدلع اللي
محتاجه من الدنيا
كل اللي مش لاقيه في الفيلا الطويله العريضه
اللي عايش فيها
كل الفلوس اللي غرقان فيها والناس حاسداه على
حياتو وفلوسه الكتيره وفاكرينه مبسوط في فيلته ومرتاح
بس الواقع بيقول . . محدش في الدنيا دي مرتاح
وعن ذاته . . ف هوا مش بيحس نفسه مبسوط ..
الا في حالتين
سعر السهم وهوا طالع في السما .. او ليله من
ليالي ميــــــمي
بصلها اول ما دخل وابتسم .. باسها على خدها
ودخل عالكنبه وهوا فاتح دراعه عشان تيجي تقعد جنبه
ميمي بصاله باستغراب وكأن مفيش حاجه حصلت من
شويه !
مفهمش نظرتها بس حس ان فعلا في حاجه . .
" في ايه يا قمر؟ "
" انتا بتهزر يعني ولا ايه يا مجدي؟
"
" ياروح مجدي انتا .. تعالى وقوللي مالك
في ايه "
راحت ميمي قعدت جنبه وبصتله
" ها مالك بأه "
" اتصلت بيك يا مجدي ورديت عليا وفضلت
اقولك الو الو مش بترد عليا "
" نعم ! "
" ايه اللي نعم يا مجدي "
" استني استني .. حصل ايه بأه بالظبط
فهميني كدا "
" اتصلت بيك ... "
قاطعها " امتى "
" من يمكن ساعتين ولا حاجه "
بص في موبايلو وفتح المكالمات لقى فعلا في
مكالمه مدتها متكملش 15 ثانيه مستلمه من رقم ميمي
" وبعدين حصل ايه "
" ابدا فضلت اقول الو الو محدش رد عليا
قمت قفلت قلت مجدي بيستهبل ولا ايه ومرضتش اتصل تاني "
" ياولاد الـ " .......... "
"
" مين دول ! "
" في حد رد عليكي .. انا في الوقت دا
كنت نايم .. في حد في البيت عرف ان في بينا حاجه "
" يامصيبتي "
" بس مين يعني اللي مسك موبايلي ! لاء
ورد كمان !! الوقت دا مكنتش هناء في البيت يعني مستحيل تكون هيا
وسمر كانت في اوضتها انهردا كلو مشفتهاش ..
وسماح عمرها ما تتجرأ وترد على موبايلي .. مفيش غير سامي
بس مكنش مبين حاجه !! انا لازم اعرف ايه اللي
حصل وازاي مسك موبايلي دا انا هطين عليه عيشته "
" اصبر بس اصبر .. انتا لو رحت وقلتلو
هتثبت عليك التهمه .. سيبو هوا يجي يكلمك "
" ازاي اسيبو يجي يكلمني انتي شكلك
اتجننتي .. سامي عمرو ما هيجي ويقوللي حاجه .. مش هيبين اصلا
هوا فعلا مكنش باين عليه حاجه "
" مش يمكن مش هوا "
" اومال هيكون مين "
" مش عارفه بس انا قلقت "
" بصي .. ارجعي بيتك عند امك وابوكي
واخواتك زي العاده وانا هرجع الفيلا ومش هنتقابل اليومين دول احطياتي لحد ما اشوف
ايه الدنيا تمام "
" طيب ياحبيبي بس متعصبش نفسك كدا دنتا
بتهدى معايا انا "
" ونبي ما ناقص يا ميمي اهدي بأه عليا
عشان دي مصيبه .. شكلي ايه قدام ولادي !!! "
" عادي قوللهم متجوز على سنة الله
ورسوله "
" ولا هقول حاجه .. لما اشوف المصيبه دي
.. خدي الفلوس دي خليهم معاكي لحد ما اقابلك تاني وخدي بالك من نفسك ومتطلعيش من
غير ما تقوليلي سمعتي "
" حاضر ياحبيبي "
" يلا انا همشي .. خدي عربيتك وروحي
حالا يا ميمي متباتيش هنا "
" حاضر حاضر "
. . .
بصلها وهوا مش عارف يرد !
هيرد يقول ايه !!!؟
اصل طبيعي ابوه يعمل كدا .. دا راجل ومحتاج
" انثى " في حياته
وهوا واثق ان مامته مش مديه باباه حقه عليها
.. ولا مديه البيت حقه ولا مديه حاجه في حياتها حقها الا شغلها وبس
عيادتها .. اسمها .. مركزها .. مؤتمراتها ..
ندواتها .. حياتها العلميه .. دكتوراتها .. شكلها العام .. فلوسها .. دهبها ..
كمالياتها
سايبه بيتها وعيلتها وولادها وجوزها .. وهمها
على نفسها ومركزها وحياتها في الشغل وبس !
اكيد بابا حقه انه يعرف بدل الواحده 100 ..
مهو زي اي راجل محتاج اللي تبأه جنبه
وهوا لسه صغير مهما وصل بيه السن .. 45 سنه
مش كبير !!
ومركزه يخلي اي واحده تتمناه .. فلوسه ..
وحياته اللي الناس بتحسده عليها .. تخلي اي واحده تتمنى تعيش معاه في الحياه دي
اصل طبيعي واحد مش عايش في البيت اصلا ..
تلاقيه بيكفي نفسه بحاجات المفروض يلاقيها في البيت ومش لاقيها
صحيح مش مبرر للخيانه .. لكن دا حقه على
الانسانه اللي مفروض تديله اقل حاجه الاهتمام
تحسسه انه راجل في بيته وليه كلمته واحترامه
وهيبته ومكانته
لكن البيت اصلا مفكك من زمان
ومتوقع منه اي حاجه
صحيح ان سامي اتصدم .. بس ساعات بنعرف حاجات
تصدمنا ونكون حاسين انها اصلا موجوده .. ف بنحس رغم الصدمه انها عادي
وكأن عقلنا اتهيأ انه يقبل الفكره دي
متقبلها وعايش على اساسها
ومقتنع تماما بيها
صحيح صعب عليه نفسه وامه اللي هيا السبب اصلا
وحتى الراجل الخاين دا .. كمان صعب عليه !
ماهو بردو مظلوم !!
اما سمر .. ف كانت اكتر واحده ممكن توجع قلبه
بعياطها وهيا في حضنه
ايه ذنبها .. هيا اللي جت في بيت مش موجود
مفيش فيه الا فلوس
مفيهوش مشاعر .. مفيهوش حياه .. مفهوش الا
وشوش مش بتتقابل اصلا
ولو اتقابلت بتبأه خناقه زي النار بتأيد فيه
!!
ايه ذنبها !! وايه ذنبه هوا كمان !!
هما الضحيه لاتنين معرفوش قيمة البيت اللي
اسسوه
معرفوش يعني ايه ام واب مسؤولين عن اتنين
ولادهم
منهم بنت معرضه لاي موقف في الحياه
مش مهتمين لاي حاجه غير انهم عايشين ..
بيتنفسو !
لكن عاملين ايه .. عايشين ازاي .. بيروحو فين
مش مهم عندهم
ماهي سماح اهي موجوده .. وفي بواب وفيه سواق
يبأه ايه لزمة انهم يهتمو بولادهم !!
سايبينهم وكأنهم مش حته منهم !!!
ودا اكبر ذنب ممكن يعمله ام واب في ولادهم !
خدها في حضنه وفضل يطبطب عليها وهوا مش عارف
يواسيها بالكلام ازاي
ودا اصلا مش موقف يتكلمو فيه
دا موقف يتوجع القلب فيه ويدمي .. ليس الا !
معرفش حتى يواسي سمر ولا يواسي نفسه .. مهو
زيو زيها ضحيه
" حبيبتي سمر .. ممكن تهدي !؟ "
" اهدى؟ ازاي !! بقولك بابا بيخونا !
بابا يعرف واحده على ماما ياسامي "
" بصي يا سمر انتي مش صغيره ولازم تفهمي
ان بابا دا راجل لازم يكون في حياته واحده .. وانتي عارفه ان ماما مش عامله اللي
عليها الا لشغلها ولنفسها وبس .. حتى احنا تقريبا مش حاسين ان عندنا ام .. ماما لو
مش موجوده في حياتنا زي ما هي موجوده دلوقتي .. وجودها زي عدمه "
" بس دا مش مبرر يا سامي "
" سمر .. انا بكلم واحده عاقله .. اكيد
بابا متجوز الست دي .. بابا عمره ما يعمل حاجه حرام "
" اش عرفك؟ تعرفها؟ "
" لاء انا معرفش حاجه انا عرفت منك
دلوقتي "
" اومال واثق فيه كدا ازاي !! انا
معنديش اب .. ولا حتى ام .. انا مش عايزه حد منهم اصلا في حياتي .. ولا عاد يفرقو
معايا "
سامي وجعته اوي الجمله دي وكأنها قالت اللي
هوا حاسس بيه بالظبط
ماهي اللي جواها جواه !!
معرفش يعمل ايه غير انه واخدها في حضنه
وبيطبطب عليها
من غير ما يسألها عرفت منين ولا ايه اللي حصل
مكنش عايز يعرف اي حاجه زياده اصلا .. كفايه
ان فيه مصيبه في البيت اكتر من المصيبه اللي موجوده اصلا
وهيا ان مفيش بيت من اساسه !!
. . .
دخل البيت ملقاش صوت
طلع الاوضه فتح الباب لقى د.هناء نايمه ..
قفل الباب تاني بعد ما بصلها بقرف وراح على اوضة سامي ملقهوش فيها
وقام رايح على اوضة سمر
اول ما دخل الاتنين اتنفضو
لاول مره يدخل على حد اوضته من غير ما يخبط
بصولو وكأنهم بيقولولو انتا بتعمل ايه هنا ..
دا اصلا مش مكانك .. ملكش مكان بينا !
بصلهم وكأنه فهم انهم خلاص عرفو
وقلبه بدأ ينبض جامد اوي
زي ما قلوبهم بدأت تنبض
الصمت في الاوضه كان اقوى من اي حاجه
وكأنهم بيحاولو يسمعو دقات قلب بعض !
دخل وقفل الباب وراه وخد كرسي التسريحه بتاعت
سمر وقعد جنب سريرها وابتسم ابتسامه باهته مفهاش روح
سامي فضل باصصله وعاقد حواجبه اما سمر ف حطت
وشها في حضن سامي وكملت عياط من غير صوت
مجرد دموع وبتنزل !
" نعم يا بابا؟ "
" سامي .. مالكو في ايه !؟ مالها سمر
بتعيط ليه "
" لا ابدا يا بابا زعلانه مع ماجي
صاحبتها "
" بس؟ "
" ...... "
" ساكت ليه !؟ "
" مفيش "
" سمر مالك ياحبيبتي ؟ "
وكأن كلمة حبيبتي فجرت جواها بركان كان على
وشك انه ينفجر في لحظه
بصتله بكل قرف وعصبيه
" انتا عايز اييييييييه !! سيبني في حالي
!! حبيبتك؟ منين حبيبتك ها؟ قولي منين حبيبتك ..
انتو امتى اصلا حبيتوني .. انتا ولا اللي
نايمه جوا دي .. لا انتا ابويا ولا هيا امي ولا عايزه اعرفكو اصلا
ابعدو عني انا بكرهكو بكرهكو "
سامي حاول يمسكها على اد ما يقدر ويهديها
" بابا ممكن تطلع برا الاوضه لحد ما سمر
تهدى وانا هنزل اقعد معاك "
مجدي اتصدم من موقف سمر وفضل باصصلها بصدمه
بعد ما دفنت راسها في حضن سامي وكملت عياط بكل ما تحمله كلمة عياط من معنى . .
وقام وقف وطلع من الاوضه بهدوء وهوا باصص في
الارض
مكنش كلام الدنيا قادر يعبر عن اي حاجه ..
مكنش عنده كلام اصلا !
خلاص فقد احترام ولاده ليه وثقتهم فيه .. للابد
!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق