سكت لحظات وهوا بيسمع الصوت اللي جاي من
الناحيه التانيه
وقلبو بينبض بين كل نبضه ونبضه .. نبضه زياده
حس الوقت بطيء اوي وكأنو سنين بترجع لورا لحد
يوم ما سامي اتولد ..!
شريط بيعدي قدام عنيه سنين .. رغم انها كانت
مجرد ثواني عدت
ميمي قاعده تكلمو بعد ما وقع الموبايل من
ايده لكنه مش سامع حاجه
مسكت الموبايل واتكلمت لقت المكالمه كانت
اتقفلت خلاص
حطت الموبايل جنبها وبصت لمجدي
حست برعب عمرها ماحست بيه قبل كدا
شكل مجدي ودموعه على خده وجع قلبها اوي
فضلت تنده عليه بردو بلا جدوى . .
باصص قدامه ودموعه بتنزل وكأنه بيتفرج على
فيلم البطل فيه كان هوا والبطله سابته وراحت اتجوزت بعد حب دام 5 سنين !
دموع نازله من عنيه اللي باصه قدامه في مكان
واحد خلت ميمي غصب عنها دموعها هيا التانيه تنزل ومهيش عارفه تعمل ايه
فجأه بصلها وكأنه كان في غيبوبه فاتح فيها
عنيها وفاق منها
نظرته خوفتها اوي
عنيه لونها احمر دم من كتر الدموع اللي بتنزل
وحاسه شفايفه عايزه تنطق بس مش قادره
مدت ايدها مسحت دموعه من على خده
" ابوس ايدك قوللي في ايه ونبي .. سامي
مالو انا سمعتك بتقول ابني وحادثه .. قوللي انو كويس "
بكل هدوء " مات .. سامي مات !! ابني مات
زعلان مني !!!!!! عارفه يعني ايه؟ ابني مش هشوفو تاني ! ازاي؟ سامي؟ طب ازاي طيب!!
ابني اللي محسش بحنية الاب ولا الام من يوم ما اتولد .. كان عنده حق .. خسرته انا
خلاص!!!!!!! راح مني!! حبيبي راح مني من غير ما يعرف انا اد ايه بحبو .. راح مني
!! عارفه ! مش هشوفو تاني! مش هرووح اقوللو اني اتغيرت ونويت ابأه اب بجد! بس بعد ايه
ماهو راح .. راح! ازاي؟ ها؟ قوليلي طيب ازاي؟ سامي مبقاش موجود؟ بجد؟ ها؟ قوليلي
ونبي قوليلي .. دنا اللي قتلتو! ابني مات وانا اللي قتلتو بالبطيء .. انا السبب !
"
وانهار في العياط من تاني .. ميمي خدته في
حضنها وطبطبت عليه وهيا بتعيط اكتر منه من منظر مجدي ومن احساس الموت ومن ان سامي
كانت بتحبو هوا وسمر من غير ما تشوفهم اصلا !
حست انها سبب ولو غير مباشر .. في موت سامي !
معرفتش تقول لمجدي ايه ولا تواسيه ازاي ..
وهيا دموعها اصلا نازله على دموعه . .
اصل الكلام في مواقف الموت .. ملوش لزمه !
فضلت تتبطب على كتفه وتهدي فيه لحد ما هديت
شويه وطلبت منه يجي مكانها وهيا تسوق ويطلعو ع المستشفى عشان يستلمو الجثه
وهوا كان معاها زي الطفل الصغير مقلش اي حاجه
غير انو نزل وركب مكانها وهيا ركبت مكانه
طلعو على مكان المستشفى واقترحت عليه ميمي
انه يتصل بهناء لان من حقها مهما كان انها تشوفو في اخر لحظه هيا وسمر
كمان من غير اي اعتراض رغم انه عارف ان سمر
مش هتستحمل بس عمرها ما هتسامحه لو مخلاهاش تشوفو لاخر مره . .
مسك موبايلو وايده بتترعش
مسكت هيا ايده التانيه وكانو لسه واقفين قدام
المستشفى بالعربيه منزلوش منها
شدت على ايده عشان تقولو انا معاك متخفش .. .
محدش فيهم فكر لما هناء تشوف ميمي ايه اللي
هيحصل .. محدش فيهم كان عنده مخ للتفكير في الموقف دا في اللحظه دي!
. . .
الموبايل بيرن جنبها وهيا نايمه
فتحت عينها وفتحت نور الابجوره اللي جنبها
ومسكت الموبايل وفتحت عين واحده واستغربت اوي
بيتصل ليه دا دلوقتي وعايز مني ايه!
الساعه قربت على 11 ونص !!
اترددت ترد ولا لاء وفي اخر لحظه ردت
" الو! "
" اا .. ايوا يا هناء "
" نعم! "
" سامي "
" مااالو سامي ومتصل بيا ليه دلوقتي
انتا ! "
" سامي مات ياهناء "
هناء حست ان نبضها وقف لثانيه !
الدم نشف في عروقها لحظه ورجع اتضخ تاني ولكن
اقوى واسرع من اي وقت في حياتها !
جسمها اتنفض .. اتخضت ومستوعبتش
قامت من ع السرير وقفت فجأه
وكأنها مسمعتش في مره قبل كدا .. عن الموت
!!!!!
" انتا بتقول ايه "
" انا مستنيكي انتي وسمر ياريت تجيبيها
معاكي .. لو سمحتي ! ومتتأخريش عشان لازم نستلم الجثه "
قال اخر كلمه بصوت واطي وكأن واحد خايف من
عمله عملها وبيداري عليها
وصفلها مكان المستشفى وقفل معاها ..
قعدت ع السرير وعنيها مبرقه مش عارفه هيا في
حلم ولا دا بجد
لكن متأكده ان دا لو حلم ف هوا كابوس وحش اوي
بتتمنى تصحى منه باسرع وقت ممكن!
ضمت حواجبها مش مستوعبه وكأنها بتفكر
وكل دا مش عارفه تعيط! هيا مجرد مصدومه
قامت من ع السرير استعاذت بالله م الشيطان
ومشيت بالراحه ناحية الباب فتحته بعد ما اتأكدت انها مبتحلمش
طلعت م الاوضه راحت لحد اوضة سمر وقفت قدام
الباب
الباب دا مخبطتش عليه من سنين !! وكأنه مجرد
رسمه مرسومه ع الحيطه
وقفت قدامه وبصت شمالها على اوضة سامي
حست بحاجه واجعاها في زورها ومش عارفه تبلع
ريقها
لما تخيلت ان الباب دا مش هيتفتح تاني
رغم انها مكنتش بردو معتبراه غير مجرد رسم
وملوش جوا اي حاجه غير فراغ !!
رجعت بصت تاني على باب اوضة سمر
خبطت ع الباب وفتحته على طول مستنتش تسمع رد
لقت النور مفتوح وسمر قاعده ع السرير ضامه
رجلها لحضنها وحاطه راسها على رجلها وبتعيط
اول لما سمعت الباب بيتفتح بصت لقت مامتها
اتنفضت
مسحت بسرعه دموعها وقلبها اتقبض
" ابوكي قالك؟ "
" قاللي ايه !! "
" اومال انتي بتعيطي ليه ! "
" ها .. ابدا مفيش حاجه "
" يعني عرفتي ولا معرفتيش "
سمر بصتلها باستغراب واتعدلت في قعدتها وحست
بخوف !!
" هوا في ايه ! "
" سامي .. "
قلب سمر بدأ يتقبض شويه شويه .. وحست ان في
حاجه هتسمعها دلوقتي .. هتغير حياتها للابد اكتر ما اتغيرت اصلا
" مالو سامي "
" مات ! "
قالتها وكأن انسان آلي حد داس ع الزرار بتاعو
عشان يشتغل . . .
سمر بصتلها وضيقت عينها اوي وبعدين بصت في
الارض
ورجعت بصتلها تاني
" انتي بتقولي ايه انتي ! "
" اخوكي مات "
" اييييييييييييييييه هوا دا .. اخويا
مامتش اخويا عايش ايه الجنان دا اوعي كدا "
قامت من ع السرير مسكت موبايلها ودموعها بدأت
تنزل غصب عنها وهيا بتمسحها بعنف وهيا رافضه فكرة موت سامي تماما
طلعت برا الاوضه واتصلت برقم سامي لقته مغلق
قلبها بدأ يدق جامد اوي
اتصلت بشادي وعلى تاني رنه رد
" الو
"
" ايوا يا شادي "
" ازيك ياسمر عامله ايه "
" فين سامي "
" في حاجه ولا ايه "
" بقولللللللللللللللللك فين
سااااااااااامي "
" معرفش والله انا سبته من كام ساعه كان
متدايق واتخانقت معاه وطلع بالعربيه بتاعته ومن ساعتها معرفش عنه حاجه "
سمر قعدت ع الارض فجأه بعد ما حست انها همدت
وان اللي قالتهولها مامتها دا بجد
" ممكن بس تهدي واعرف ايه اللي حصل؟
"
وبدأت سمر تتأتأ في الكلام . .
" م .. ما..ما ..
بت..ق..بت..بتقوللل..ا.. ان سا..مي .. ممممات "
" اييييييييه !! ازاي!! امتى !! ايه
الكلام دا .. انتي متأكده!!!؟ "
" م..عرررفش "
" اعوذ بالله م الشيطان الرجيم .. طيب
باباكي فين "
" م..عرفففش حاااجججه "
" اهدي طيب اهدي اهدي اهدي .. انا ..
انا .. مش عارف .. معرفش اقول ايه .. مش عارف !!!!! دا لو بجد .. انا معرفش ممكن
يجرالي ايه "
ابتسمت سمر في هدوء ابتسامة سخريه وكأنها
بتقوللو .. ومين سمعك !
. . .
الساعه 1 بليل كان شادي وسمر ود.هناء وميمي
ومجدي في المستشفى .. قدام الجثه!
كلو منهار م العياط الا د.هناء اللي واقفه
وكأن حد مسك سكينه وقاعد من مكالمة مجدي وهوا بيدبح فيها شويه شويه
ولا حد خد بالو من ميمي . . .
كلو واقف قدام سامي .. محدش قادر يقول كلمه
بعد ما رفعو عنه الملايه
سمر بصت عليه وشهقت بعد ما منظرو بأه وكأنه
شخص تاني
راحت باسته على راسه وكانت عايزه تحضنه بس
اللي واقفين منعوها وشادي مسكها وطلعها برا الاوضه
فضل يهدي فيها بإنه يطبطب عليها وهوا نفسه
منهار من الموقف . . .
. . .
تاني اليوم ..
كان الكل في الفيلا
السواد كان مغطي القلوب من الحزن قبل ما يغطي اللبس
صحاب مجدي وصحاب هناء وصحاب سمر وصحاب سامي
الكل كان متأثر بالموقف دا
رغم ان هناء الوحيده اللي كانت متماسكه ولو
دمعت دمعتين كل ساعه مره يمكن
سامي وشادي ومجدي كانو اكتر تلاته منهارين
ومجدي وميمي كانو اكتر ناس حاسين انهم السبب
في الموت دا
وخصوصا
مجدي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق